[size=16]هو البينُ حتَّى لاسلامٌ ولا ردُّ[/size] | ولا نظرة ٌ يقضى بها حقَّهُ الوجدُ |
e=16]لقد نعبَ الوابور بالبينِ بينهم[/size] | [size16]فساروا ، ولازمُّوا جمالاً ، ولا شدُّوا [/size] |
سَرَى بِهِمُ سَيْرَ الْغَمَامِ، كَأَنَّمَا | لهُ في تنائى كلِّ ذى خلَّة ٍ قصدِ |
فلا عينَ إلاَّ وهى عينٌ منَ البكى | وَلاَ خَدَّ إِلاَّ لِلدُّمُوعِ بِهِ خَدُّ |
فَيَا سَعْدُ، حَدِّثْنِي بِأَخْبَارِ مَنْ مَضَى | فَأَنْتَ خَبِيرٌ بِالأَحَادِيثِ يَا سَعْدُ |
لعلَّ حديثَ الشوقِ يطفئُ لوعة ً | مِنَ الْوَجْدِ، أَوْ يَقْضِي بِصَاحِبهِ الْفَقْدُ |
هُوَ النَّارُ في الأَحْشَاءِ، لَكِنْ لِوَقْعِها | على كبدى ممَّا ألذُّ بهِ بردُ |
لعمرُ المغانى وهى عندِى عزيزة ٌ | بِسَاكِنِهَا مَا شَاقَنِي بَعْدَهَا عَهْدُ |
لَكَانَتْ وَفِيهَا مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ | وَأَمْسَتْ وَمَا فِيهَا لِغَيْرِ الأَسَى وَفْدُ |
خلاءٌ منَ الأُلاَّفِ إلاَّعصابة ً | حداهم إلى عرفانها أملٌ فردُ |
دعتهم إليها نفحة ٌ عنبريَّة ٌ | وبالنَّفحة ِ الحسناءِ قد يُعرَفُ الوردُ |
وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا، فَرَدَّتْ بِأَلْسُنٍ | صوامتَ ، إلاَّ أنَّها أَلسنٌ لُدُّ |
فمن مقلة ٍ عبرى ، ومن لفحِ زفرة ٍ | لها شررٌ بينَ الحشا ما لهُ زندُ |
فيا قلبُ صبراً إن ألمَّ بكَ النَّوى | فَكُلُّ فِراقٍ أَوْ تَلاقٍ لَهُ حَدُّ |
فَقَدْ يُشْعَبُ الإِلْفَانِ أَدْنَاهُمَا الْهَوَى | ويَلْتَئِمُ الضِّدَّانِ أَقْصَاهُمَا الْحِقْدُ |
عَلَى هَذِهِ تَجْرِي اللَّيَالِي بِحُكْمِهَا | فَآوِنَة ً قُرْبٌ، وَآوِنَة ً بُعْدُ |
وما كُنْتُ لَوْلاَ الْحُبُّ أَخْضَعُ لِلَّتِي | تسئُ ، ولكنَّ الفتى للهوى عبدُ |
فَعُودِيَ صُلْبٌ لاَ يَلِينُ لغَامِزٍ | وقَلْبِيَ سَيْفٌ لاَ يُفَلُّ لَهُ حَدُّ |
إِباءٌ كَمَا شَاءَ الْفَخَارُ وَصَبْوَة ٌ | يذِلُّ لها فى خيسهِ الأسدُ الوردُ |
وَإِنَّا أُنَاسٌ لَيْسَ فِينَا مَعَابَة ٌ | سِوَى أَنَّ وادِينَا بِحُكْمِ الْهَوَى نَجْدُ |
نلينُ-وإن كنَّا أشدَّاءَ-للهوى | وَنَغْضَبُ في شَرْوَى نَقِيرٍ فَنَشْتَدُّ |
وحسبكَ منَّا شيمة ٌ عربيَّة ٌ | هِيَ الخَمْرُ مَا لَمْ يَأْتِ مِنْ دُونِها حَرْدُ |
وبى ظمأٌ لم يبلغِ الماءُ رِيَّهُ | وفى النَّفسِ أمرٌ ليسَ يدركهُ الجهدُ |
أَوَدُّ وما وُدُّ امْرِىء ٍ نافِعاً لَهُ | وإن كانَ ذا عقلٍ إذا لم يكن جدُّ |
وَمَا بِيَ مِنْ فَقْرٍ لِدُنْيَا، وإِنَّمَا | طِلاَبُ الْعُلاَ مَجْدٌ، وإِنْ كَانَ لِي مَجْدُ |
وَكَمْ مِنْ يَدٍ للَّهِ عِنْدِي ونِعْمَة ٍ | يَعَضُّ عَلَيْهَا كَفَّهُ الْحَاسِدُ الْوَغْدُ |
أنا المرءُ لا يطغيهِ عزٌّ لثروة ٌ | أَصَابَ، وَلاَ يُلْوِي بِأَخْلاقِهِ الْكَدُّ |
أصدُّ عنِ الموفورِ يدركهُ الخنا | وأقنعُ بالميسورِ يعقبهُ الحمدُ |
وَمَنْ كَانَ ذَا نَفسٍ كَنَفْسِي تَصَدَّعَتْ | لعزَّتهِ الدنيا ، وذلَّت لهُ الأُسدُ |
ومن شيمى حبُّ الوفاءِ سجيَّة ً | وما خَيْرُ قَلْبٍ لاَ يَدُومُ لَهُ عَهْدُ؟ |
ولكنَّ إخواناً بمصرَ ورفقة ً | نسونا ، فلا عهدٌ لديهم ، ولا وعدُ |
أَحِنُّ لَهُمْ شَوْقاً، عَلَى أَنَّ دُونَنَا | مهامهَ تعيا دونَ أقربها الربدُ |
فَيا ساكِنِي الْفُسْطَاطِ! ما بالُ كُتْبِنَا | ثوت عندكم شهراً وليسَ لها ردُّ ؟ |
أفى الحقِّ أنَّا ذاكرونَ لعهدكم | وأَنْتُمْ عَلَيْنَا لَيْسَ يَعْطِفُكُمْ وُدُّ؟ |
فلا ضَيْرَ، إِنَّ اللَّه يُعْقِبُ عَوْدَة ً | يَهُونُ لَهَا بَعْدَ الْمُوَاصَلَة ِ الصَّدُّ |
جَزَى اللَّهُ خَيْراً مَنْ جَزانِي بِمِثْلِهِ | عَلَى شُقَّة ٍ غَزْرُ الْحَيَاة ِ بها ثَمْدُ |
أَبِيْتُ لذِكْرَاكُمْ بها مُتَمَلْمِلاً | كَأَنِّي سَلِيمٌ، أَوْ مَشَتْ نَحْوَهُ الْوِرْدُ |
فلا تحسبونى غافلاً عن ودادكم | رويداً ، فما فى مهجتى حجرٌ صلدُ |
هُوَ الْحُبُّ لا يَثْنِيهِ نَأْيٌ، ورُبَّمَا | تَأَرَّجَ مِنْ مَسِّ الضِّرامِ لَهُ النَّدُّ |
نَأَتْ بِيَ عَنْكُمْ غُرْبَة ٌ وتَجَهَّمَتْ | بِوَجْهِيَ أَيَّامٌ خَلائِقُهَا نُكْدُ |
أدورُ بعينى لا أرى غيرَ أُمَّة ٍ | مِنَ الرُّوسِ بِالْبَلْقَانِ يُخْطِئُهَا الْعَدُّ |
جواثٍ على هام الجبالِ لغارة ٍ | يطير بها ضوءُ الصَّباحِ إذا يبدو |
إذا نحنُ سرنا صرَّحَ الشَّرُّ باسمهِ | وَصَاحَ الْقَنَا بالْمَوْتِ، واسْتَقْتَلَ الجندُ |
فَأَنْتَ تَرَى بيْنَ الْفَرِيقَيْنِ كَبَّة ً | يُحَدِّثُ فيها نَفْسَهُ الْبَطَلُ الْجَعْدُ |
عَلَى الأَرْضِ مِنْها بالدِّماءِ جَدَاوِلٌ | وَفَوْقَ سَرَاة ِ النَّجْمِ مِنْ نَقْعِهَا لِبْدُ |
إِذَا اشْتَبَكُوا، أَوْ راجَعُوا الزَّحْفَ خِلْتَهُمْ | بُحُوراً تَوَالَى بَيْنَها الْجَزْرُ والْمَدُّ |
نشلُّهمُ شلَّ العطاشِ ونت بها | مُرَاغَمَة ُ السُّقْيَا، وَمَاطَلَهَا الْوِرْدُ |
فَهُمْ بَيْنَ مَقْتُولٍ طَرِيحٍ، وهَارِبٍ | طليح ٍ، ومأسورٍ يجاذبهُ القدُّ |
نروحُ إلى الشُّورى إذا أقبلَ الدُّجى | ونَغْدُو عَلَيْهِمْ بالْمَنَايَا إِذَا نَغْدُو |
ونقعٍ كلجِّ البحرِ خضتُ غمارهُ | ولا مَعْقِلٌ إِلاَّ الْمَنَاصِلُ والْجُرْدُ |
صَبَرْتُ لَهُ والْمَوْتُ يَحْمَرُّ تَارَة ً | وَيَنْغَلُّ طَوْراً في الْعَجَاجِ فَيَسْوَدُّ |
فَمَا كُنْتُ إِلاَّ اللَّيْثَ أَنْهَضَهُ الطَّوَى | ومَا كُنْتُ إِلاَّ السَّيْفَ فَارَقَهُ الْغِمْدُ |
صَئُولٌ ولِلأَبْطَالِ هَمْسٌ مِنَ الْوَنَى | ضروبٌ وقلبُ القرنِ فى صدرهِ يعدو |
فما مُهْجَة ٌ إِلاَّ وَرُمْحِي ضَمِيرُهَا | ولا لَبَّة ٌ إِلاَّ وسَيْفِي لَهَا عِقْدُ |
وَمَا كُلُّ ساعٍ بَالِغٌ سُؤْلَ نَفْسِهِ | ولا كلُّ طلاَّبٍ يصاحبهُ الرشدُ |
إِذَا الْقَلْبُ لَمْ يَنْصُرْكِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ | فَمَا السَّيْفُ إِلاَّ آلَة ٌ حَمْلُهَا إِدُّ |
إذا كانَ عقبى كلِّ شئٍ وإن زكا | فناء ، فمكروهُ الفناءِ هو الخلدُ |
وتخليدُ ذكرِ المرءِ بعدَ وفاتهِ | حَيَاة ٌ لَهُ، لا مَوْتَ يَلْحَقُها بَعْدُ |
فَفِيمَ يَخَافُ الْمَرْءُ سَوْرَة َ يَوْمِهِ | وفى غدهِ ما ليسَ من وقعهِ بدُّ |
لِيَضْنَ بِيَ الْحُسَّادُ غَيْظاً، فَإِنَّنِي | لآنافهم رغمٌ وأكبادهِم وقدُ |
أَنَا القَائِلُ الْمَحْمُودُ مِنْ غَيْرِ سُبَّة ٍ | ومن شيمة الفضلِ العداوة ُ والضدُّ |
فَقَدْ يَحْسُدُ الْمَرْءُ ابْنَهُ وَهْوَ نَفْسُهُ | وربَّ سوارٍ ضاقَ عن حملهِ العضدُ |
فلا زلتُ محسوداً على المجدِ والعلا | فليسَ بمحسودٍ فتى ً ولهُ ندُّ |